أثر قول الرجل لزوجته “أنت عليَّ كأختي” أو “أنت مثل أختي”
السؤال:
رجل قال لزوجته أنت علي كأختي؟
الجواب:
تشبيه الزوجة بالأخت من الألفاظ الكنائية التي تعتمد على نية المتكلم، فيجب بد من سؤاله عن قصده:
أولا: فإن قصد بذلك تحريمها عليه أي أنت كأختي في تحريم قربانها، فيكون إنشاءً لحكمٍ هو المظاهرة، فيكون ظِهاراً، فالظهار هو تشبيه للزوجة بمحرمة عليه حرمة مؤبدة كأمه أو حماته أو أخته أو ابنته أو خالته أو عمته…
فيترتب عليه أثر الظهار شرعا من تحريم قربانها قبل ن يُكّفِّر عن ذنبه بكفارة الظهار المعروفة وهي صيام شهرين متتابعين لو أفطر يوما خلالها دون عذر وجب عليه إعادتها من أولها، فإن لم يستطع فيطعم 60 مسكيناً من غالب طعام البلد الواردة في قوله تعالى (ٱلَّذِينَ يُظَهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمْ إِنْ أُمَّهَٰتُهُمْ إِلَّا ٱلَّٰائي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ، وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِۦ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ، فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المجادلة 2).
ثانيا: إن قصد التشبيه بالأخت في أمر آخر كالمحبة مثلا أي أنت كأختي في المحبة أو غيرها من الصفات الحسنة كالقُرب أو الرأفة أو الجمال أو الدلال أو الاحترام أو في صفة سيئة كالثرثرة أو قلة القناعة أو الغيبة أو النميمة أو أي أمر لا يفيد تحريم المعاشرة فلا يكون ظهاراً، بل هو من باب الإخبار لا الإنشاء، فلا شيء عليه، والله تعالى أعلم.
مصدر الفتوى من كتاب:
(فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب:
للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر: دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان
النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة: الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم
الصفحة (112).
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.