السؤال:

قال رجل لزوجته: “علي الحرام ما تدخلي دار أهلك”؟ فما العمل؟

الجواب:

لفظ ” علي الحرام ” من الألفاظ المحتملة التي بحثها الفقهاء قديما وحديثا، وخلاصة الراجح فيها أننا نسأل القائل عن قصده:

• هل قصد بقوله هذا الطلاق؟ لأن هذه الصيغة من الصيغ الكنائية في الطلاق، فإن قصده كان طلاقا معلقا على دخول زوجته دار أهلها فتطلق إن دخلت.
• هل قصد بهذا القول اليمين؟، فإن قصده فلا شيء عليه؛ لأن اليمين تأكيد أكد باسم من أسماء الله أو صفة من صفاته، وهذا لم يوجد في لفظه، فلا يكون يمينا شرعية معتبرة، فنقول له اتق الله ولا تحلف بغير الله من الحرام أو غيره، فليس الحرام مما يحلف به، بل الحلف يكون بالله وحده، ولا كفارة عليه من يمين أو غيره وإنما يكفيه الاستغفار، ولا شيء على زوجته إن دخلت دار أهلها.
• هل قصد تحريم زوجته عليه؟، وهو ما يسمى الإيلاء، فلا يكون إيلاء على الراجح عند جماهير أهل العلم لأن تحريم الزوجة في الإيلاء لا يكون عند الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية إلا بأحد أمرين: الحلف بتحريمها عليه، أو تعليق تحريمها بأمر يثقل عليه كأن يقول: إن أحمل هذه الصخرة الثقيلة فامرأتي محرمة علي، بينما اشترط الحنابلة لاعتباره إيلاء اليمين، فلا إيلاء دون يمين، وعلى المذاهب الأربعة لا يوجد في لفظه لا يمين ولا تعليق بثقيل عليه، فلا يكون إيلاء، ولا شيء عليه ولا على زوجته إن دخلت دار أهلها والله تعالى أعلم.
• ولا يكون هذا اللفظ ظهارا بحال؛ لأن ركن الظهار تشبيه زوجته بمحرمة تحريما دائما كأمه أو أخته أو خالته أو حماته…

مصدر الفتوى من كتاب: 

(فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب:
للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر: دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان
النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة: الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم
الصفحة (111-112).