حكم الوضوء مع وجود طبقة عازلة تمنع وصول الماء في الوضوء
السؤال:
يسأل السائل أنه يعمل دهينا أو في الأحذية ولا يخرج الدهان أو الشحمة أو اللاصق (الآقو) عن يديه إلا بمشقة بالغة، فماذا يفعل؟
الجواب:
يجب على هذا الشخص أن يبذل ما في وسعه لإزالة موانع وصول الماء إلى أعضاء الوضوء، ولا يجب المبالغة في ذلك، لكن يجب عليه عدم الاكتفاء بالماء بل استعمال الوسائل القوية في إزالة هذه الموانع كالصابون والديزل أو الكاز أو أي مادة لا ضرر فيها ولها القدرة على إزالة الدهان أو الشحمة أو اللاصق… فلو بقي بعد ذلك شيء لم يزل فلا بأس وهو معفو عنه إن شاء الله.
ودليل قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6] فقد أمر تعالى أن نغسل كامل هذه الاعضاء وهذه المواد تمنع غسل كاملها لكونها تشكل طبقة عازلة بين البشرة وبينها، ولما روي عن عمر بن الخطاب رضب الله عنه « أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ارجع فأحسن وضوءك فرجع ثم صلى).
فإن ثبت ضرر أي من هذه المواد على الجسد فلا يجب استعمالها حينئذ بل يكره إن احتمل الضرر وقد يصل الأمر إلى الحرمة إن غلب على الظن ضررها أو تيقناه.
قال الإمام النووي: “إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء واشتباه ذلك فمنع وصول الماء الى شئ من العضو لم تصح طهارته سواء كثر ذلك أم قل ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبت صحت طهارته”.
مصدر الفتوى من كتاب:
(فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب: للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر: دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة: الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم الصفحة (19).
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.