الفتاوىفتاوى العقيدة

هل القردة والخنازير من اليهود الممسوخين

السؤال:

شيخنا ربنا يبارك فيك وبجهودك كيف يمكن لنا أن نجمع بين ما رواه مسلم وابن ماجة وأحمد عن أبي سعيد، أن أعرابيا أتى رسول الله r، فقال: إني في غَائِطٍ مَضَبَّةٍ، وإنه عامة طعام أهلي؟ قال: فلم يجبه، فقلنا: عاوده، فعاوده، فلم يجبه ثلاثا، ثم ناداه رسول الله r في الثالثة، فقال: «يا أعرابي، إن الله لعن – أو غضب – على سِبْطٍ من بني إسرائيل فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ، يَدِبُّونَ في الأرض، فلا أدري، لعل هذا منها، فلست آكلها، ولا أنهى عنها»، وبين الحديث الذي رواه مسلم وأحمد عن ابن مسعود، قال: سألنا رسول الله r عن القردة والخنازير، أهي من نسل اليهود؟ فقال رسول الله r: ” إن الله لم يلعن قوما قط، فمسخهم، فكان لهم نسل حين يُهْلِكُهُمْ، ولكن هذا خلق كان، فلما غضب الله على اليهود، مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ ”

الجواب:

الحديث الأول موجود بنصه الذي ذكرت في صحيح مسلم، أما الحديث الثاني فليس من أحاديث صحيح مسلم أو البخاري وإنما رواه بهذا النص الإمام أحمد وضعف إسناده أحمد شاكر وحكم عليه الأرناؤوط بأنه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والطبراني في الكبير، ومعنى غائط مضبة في الحديث أن الغائط هو المكان المنخفض من الأرض، والمضبة أي يعيش فيها حيوان الضب الذي يشبه السحلية بكميات كبيرة ومعظم طعامي وأهلي عليه نأكله.

في رأيي أن الجمع سهل وخلاصته أن النبي r في الحديث الأول الذي رواه مسلم نفى علمه أن هذه القردة أو الخنازير أو الضب من بني اسرائيل ويدل على ذلك قوله r ” فلا أدري ” كما يدل عليه أيضا أن النبي r لم يجب الأعرابي ثلاث مرات مع تكرار سؤال الأعرابي، وفي هذا دليل أنه كان ينتظر الوحي بالجواب فلم يجبه الله تعالى فتكلم r باجتهاده، ويدل على أنه r اجتهد قوله r ” لعل ” التي تفيد التقريب والاحتمال لا الجزم، وفي الحديث الثاني الذي رواه أحمد جزم القول دلالة على أنه اوحي اليه علم يتعلق بهذا الأمر.

والصحيح الذي عليه جماهير أهل العلم أن القردة والخنازير اليوم كانوا قبل بني اسرائيل، وعندما خسف الله العصاة من بني اسرائيل جعلهم على صورة القردة والخنازير لا أنهم هم والله تعالى أعلم.

مصدر الفتوى من كتاب:

فتاوى معاصرة (2)، ايمن عبد الحميد البدارين، دار النور المبين للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى، 2017م، صفحة (26-27 )


اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى