الفتاوىفتاوى الصلاة
حكم الإقتداء بطفل صغير في صلاة الفرض أو النفل
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم الاقتداء بطفل يبلغ من العمر 10 أعوام. مع فائق التقدير؟
الجواب:
إمامة الصبي في النوافل كصلاة التراويح جائزة عند جماهير علماء الأمة من بعض الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، خلافا للحنفية الذين منعوا إمامة الصبي للبالغ
مطلقا في الفرض والنفل.
مطلقا في الفرض والنفل.
أما الفرض فالراجح من أقوال أهل العلم صحة إمامة الصبي المميز وهو المعتمد عندنا معشر الشافعية؛ لأدلة منها ما في صحيح البخاري (5/ 191) عن عمرو بن سلمة، قال: [ قال لي أبو قلابة : ألا تلقاه فتسأله، قال فلقيته فسألته، فقال : كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان، فنسألهم : ما للناس، ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون : يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه، أو أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام، وكأنما يغرى في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون : اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح، بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقا، فقال : صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست، أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت
امرأة من الحي : ألا تغطوا عنا است قارئكم، فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت
بشيء فرحي بذلك القميص].
امرأة من الحي : ألا تغطوا عنا است قارئكم، فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت
بشيء فرحي بذلك القميص].
وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم صحة إمامة غير البالغ في الفرض؛ لقوله عليه الصلاة والسلام واستندوا إلى حديث ضعيف أخرجه الديلمي ونصه [لا تقدموا صبيانكم] واستدلوا أيضا بأن حال الصلاة حال كمال والصبي ليس من أهلها، وهو غير مسلم، فالعبرة بالعلم والقراءة والتقوى لا بالسن، واستدلوا بأن الإمام ضامن والصبي ليس من أهل الضمان، ويجاب أنه يضمن من أجره والأجر موجود غير منتف عنه، واستدلوا بأن صلاة الصبي نافلة ولا يجوز بناء الفرض عليها ، وهو استدلال ضعيف لأحاديث منها صلاة معاذ بقومه العشاء بعد أن كان يصليها مع النبي ﷺ وهي له نافة ولهم فرض. والله تعالى أعلم. د. أيمن عبد الحميد البدارين. 2-5-2020
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.