الفتاوىفتاوى الطهارة

حكم الدم الذي ينزل من الحامل من حيث كونه حيضا أو استحاضة

السؤال:

هل تحيض الحامل؟

الجواب:

اختلف الفقهاء في ذلك على رأيين:

الرأي الأول: ذهب الشافعية والمالكية إلى أنها تحَيْض.

الرأي الثاني: وذهب الحنفية والحنابلة والشافعية في مقابل الأصح إلى أنها لا تحَيْض، وهو الراجح.

ودليل أن الحامل لا تحيض من السنة ما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه: (أنه قال في سبايا أوطاس: لا توطأ حامل حتى تضع و لا غير ذات حمل حتى تحَيْض حَيْضة)، وجه الدلالة من الحديث أنه صلى الله عليه وسلم جعل وجود الحَيْض علماً على براءة الرحم من الحبل، ولو اجتمعا لم يكن علماً على انتفائه.

وهذه المسألة يمكن حلها بالرجوع إلى العلم الحديث، وقد أثبت العلم الحديث أنه إذا حدث نزيف أثناء الحمل فلا يسمى ذلك حيضاً ولكن يكون له سبب من الأسباب الآتية: 1 – إجهاض. 2 – الحمل خارج الرحم. 3 – الرحى الغدادية (الحمل العنقودي) وهو غير طبيعي وهو عبارة عن كتل من الخلايا لها قدرة على الانتشاء داخل الرحم وذو خطورة على حياة الأم. 4 – نزيف المشيمة المعيبة من الشهر السابع رحمي. 5 – نزيف انفصال المشيمة المبكر. 6 – نزيف لوجود قرحة أو سرطان في الجهاز التناسلي.

وربما يتكرر نزول هذا الدم أثناء الحمل في موعده من مرتين إلى ثلاث في الأشهر الثلاث الأولى، لكن النزيف في كل منها يكون شحيحا ولا يستمر لأكثر من يومين فهو إذن حَيْض كاذب له أسباب عصبية وظيفية لا ينفصل فيه الغشاء المخاطي للرحم، تسمى هذه الحالة بالعادة المتقطعة جزئيا، وهي تحدث في مستهل الحمل متى كان مستوى الهرمون الذي ينتجه المبيض غير كاف لقطع العادة قطعا باتا، وهنا قد تصاب المرأة بنزف من الرحم، ولكنه نزف قليل ولا يبقى طويلا.

أما نزول الدَّم من المرأة الحامل بشكل غير دوري فقد ترى الحامل الدَّم خلال أشهر حملها بشكل غير دوري، وهو الأكثر وقوعا، وربما كان هذا النزول شحيحا أو كثيرا، وربما كان متقطعا أو مستمرا، لأسباب عرضية أو مرضية منها: أن يكون ناتجا عن عملية انغراس الجنين داخل بطانة الرحم، أو يكون نذيرا للإجهاض أو عرضا من أعراض سقوط الجنين، أو وجود الحمل الحويصلي العنقودي، أو وجود حمل خارج الرحم، أو حدوث الجماع الذي قد يتسبب بنزول بضع قطرات من الدَّم، أو سرطان المشيمة، أو سرطان عنق الرحم، وقد يكون دليلا على انفصال المشيمة قبل الأوان، وهما من أسباب نزيف الثلث الأخير من الحمل، ولأسباب أخرى مثل تقرح عنق الرحم، دوالي المهبل والفرج وعنق الرحم.

من خلال ما سبق يتبين لك أخي القارئ أختي القارئة أن الحامل لا شك أنها لا تحيض، فالدم الذي ينزل من الحامل ما هو إلا دم علة وخلل عليها أن تراجع الطبيب بسببه وليس دم حيض بحال، وعليها الصلاة والصوم والوضوء لكل وقت صلاة.

 مصدر الفتوى من كتاب: 
(فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب: للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر: دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة:
الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم الصفحة (28-31).



اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى