حكم الصلاة مع وجود العطور الكحولية على الجسد أو الملابس

السؤال:

هل تصح الصلاة مع وجود العطور الكحولية على الجسد أو الملابس؟

الجواب:

بناء على الفتوى السابقة تصح الصلاة مع استعمال العطور المخلوطة بالكحول بشرط أن يتبخر جميع الكحول بأن لا يبقى بلل على الثوب مطلقا، ومعرفة ذلك أمر متيسر.

وأخطأ كثير من المعاصرين خطأً فاحشاً بظنه أن الكحول بإضافته للعطر يستحيل إلى مادة أخرى فيظهر كالخمر التي تستحيل إلى إلى خل فتتحول من الكحول إلى حمض الخليك فيذهب أثرها المسكر بتغير حقيقتها الكيميائية فتصبح طاهرة!، وهذا تصور غير صحيح من الناحية العلمية ولا يحصل مطلقا، فهدف إضافة الكحول إلى العطر هو نشر المادة العطرية؛ لكون الكحول مادة طيارة تحمل المادة العطرية وتنشرها في الهواء فتصل إلى الأنوف فتظهر الرائحة وتنشرها لكون الكحول مادة فواحة، فتكون المادة الكحولية مختلطة بالمادة العطرية متخللة فيها ولا تغير طبيعتها ولا تحولها إلى مادة أخرى كالماء الذي نخلطه بهذه المادة الكحولية فيجاورها ولا يغير طبيعتها.

فبقيت المادة العطرية طاهرة مجاورة لمادة نجسة اختلطت بها اختلاط مجاورة لا تداخل، فأخذت حكمها للمخالطة، وبناء على ذلك أرى أنه إن زالت المادة الكحولية بالكامل بالجفاف تبقى المادة العطرية الطاهرة على أصل طهارتها، وبناء على ذلك فمن قام برش عطر كحولي على ثيابه فلا يجوز له الصلاة بها ما دام المادة الكحولية باقية بظهور الرطوبة، فإن جفت المادة الكحولية ولم يبق إلا المادة العطرية فهي طاهرة لعدم اختلاطها بالنجاسة التي زال كلها ولم يبق منها شيء، فرجع حكم طهارة المادة العطرية إلى أصله، فتصح الصلاة بها حينئذ، لذلك ننصح من يستعمل هذه العطور الكحولية بأن ينتظر قبل أن يصلي حتى تجف المادة الكحولية ويصلي، والله تعالى أعلم.

مصدر الفتوى

من كتاب: (فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب: للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر: دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة: الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم الصفحة (25).