قاعدة “الأعمال بالنيات” دراسة تأصيلية
بحث
بعنوان
قاعدة “الأعْمَاْلُ بِاْلنِيَّات” دراسة تأصيلية
الباحث الدكتور
أيمن عبد الحميد عبد المجيد البدارين
الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله
رئيس قسم الفقه والتشريع
جامعة الخليل – فلسطين
aymanb@hebron.edu
الملخص
حرَصَت
الدِّراسة على جمع أصول “النية” في الشريعة الإسلامية فقهاً وأصولاً من
خلال تأصيل القاعدة النبوية (الأعمال بالنيات)، فبينت معنى القاعدة، وأدلة
اعتبارها، وأهميتها، وفضلها، وأقسام المقاصد والنيات، والمقدر المحذوف في حديث
“إنما الأعمال بالنيات”، وما شرعت النية لأجله، ومحل النية، وحكم التلفظ
بها، والنية بين الركنية والشرطية، ووقتها، وشروط القاعدة ببيان شروط النية
والناوي والعمل المنوي، وما يحتاج إلى النية من الأعمال، ثم ختمت الدراسة ببيان
أبرز نتائج البحث وتوصياته.
الكلمات المفتاحية: القاعدة الفقهية، العمل،
النية.
ABSTEACT
This research is about the accompany of intention principles in Islamic
Sharia according to jurisprudence and basis. This will be through the source of
prophetic rule that actions are ruled by what we meant to accomplish through
them. Therefore, I have explained the meaning of the principle. its evidences,
its importance. its parts or sections, and the estimated act in the saying ~
actions depend on intentions ~. Also, why is intention is importantly
considered, its location, and ruling on pronunciation principle. I have
discussed the intention as a basis and as a condition, its time. The condition
of the principle is explained through the condition of intention, the person
who intends, the action itself, which action needs intention. At last, I have
ended this research by explaining the distinguished results and the
recommendations.
Keywords: jurisprudential rule,
action, intention.
مقدمة البحث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على أشرف الخلق والمرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار
على دربه من المتقين إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن
علم القواعد الفقهية علم عظيم النفع، واسع الأثر في الفروع الفقهية خاصة المستجدة
منها، ومن النصوص اللطيفة الدالة على منزلة القواعد الأصولية والفقهية قول إمام
الحرمين الجويني: ” والوجه لكل متصد للإقلال بأعباء الشريعة أن يجعل الإحاطة
بالأصول شوقه الآكد، وينص مسائل الفقه عليها نص من يحاول بإيرادها تهذيب الأصول،
ولا ينزف جمام الذهن في وضع الوقائع مع العلم بأنها لا تنحصر مع الذهول عن الأصول“.
وقد جاءت هذه الدراسة لتبحث قاعدة عظمية من قواعد
الشرع المتين، فبها نكون من المخلصين، وهي تمثل نصف الدين؛ وأحد شرطي الفلاح لنكون
من الناجين، حيث قال أفضل القائلين (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (الكهف
110)، فبينت معنى النية، وأدلة اعتبارها، وأهميتها، وفضلها، وأقسامها، وما شرعت
لأجله، ومحلها، وحكم التلفظ بها، وهل هي ركن أم شرط، ووقتها، وشروط النية والناوي
والمنوي؛ لتكون نبراسا للمتفقهين، ومنارا للمفتين، لتعلق النية بأكثر أبواب فقه
الدين. سائلا المولى أن يجعله خالصا لوجهه وفي ميزان حسناتي ووالدي والحكمين
الكريمين.
أهمية
البحث
تظهر أهمية البحث في أهمية
المبحوث وهو النية التي تشكل نصف هذا الدين، وشرط صحة الأعمال، وفيصل الإخلاص،
وسبيل الخلاص، وقد عقدت مطلبين في بيان أهمية النية وفضلها ففيهما غنية.
أسئلة
الدراسة
تحاول الدراسة
الإجابة عن مجموعة من الأسئلة أبرزها:
1.
ما معنى النية
والفرق بينها وبين القصد؟
2.
ما أهمية النية؟
وما فضلها؟ وما هي أهم أقسامها؟
3.
ما المقدر
المحذوف في حديث “إنما الأعمال بالنيات”؟
4.
ما شرعت النية
لأجله؟ وما هو محل النية هل هو القلب أم العقل؟
5.
ما حكم التلفظ
بالنية في المذاهب الأربعة، وهل هي بدعة كما يدعي البعض؟
6.
هل النية ركن أم
شرط في العبادة؟ وما هو وقتها المعتبر؟
7.
ما هي شروط القاعدة
من حيث النية والناوي والعمل المنوي؟
أهداف
الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى:
1.
الإجابة عن أسئلة
الدراسة السابقة.
2.
عرض آراء العلماء
وتحقيق نسب كثير منها كنفي تبديع اللافظ للنية في المذاهب الأربعة.
3.
الجمع بين العلم
والشرع في مسألة محل النية.
4.
بيان أهمية النية
وفضلها.
5.
تسهيل تطبيق
أحكام النية للمتفقه في شتى أبواب الفقه الإسلامي من خال تأصيل أحكامها لتكون
قاعدة تطبق في شتى فورع الفقه الإسلامي.
منهج
الدراسة
اتبع الباحث المنهج الوصفي مستعينا بالمنهج الاستقرائي
مركزا على المنهج التحليلي والنقدي في عرض الأدلة والآراء الفقهية.
الدراسات
السابقة
إن مسألة النية من المباحث الأساسية في الفقه الإسلامي
فهي داخلة في سبعين بابا من أبواب الفقه، لذلك بحث فروعها وتطبيقاتها الفقهاء في
أكثر أبواب الفقه الإسلامي، أما تأصيلها ومبادئها الأساسية فموزعة ف كتب الأصول
والفقه، وحاول كثير ممن كتب في الأشباه والنظائر والقواعد الفقهية أن يجمع شيئا من
أصولها لكنها مع ذلك مبعثرة في أكثر من كتاب، أما المعاصرين الذين أفردوا النية
بالبحث فحاولوا جمع شتات هذه الأصول وإن اختلف بحثهم لها
بالنظر إلى مشارب كثير منهم مع تطويل ممل في بعض
الأحيان، واختصار شديد مخل في بعض آخر، فجاء هذا البحث ليكمل ما فعله بعض
المعاصرين وجمع شتات أهم هذه الأصول بتوسط يميل للاختصار مع عرض أهم أصولها.
تقسيم
البحث
قسمت
البحث إلى مقدمة، بينت في المقدمة أهمية البحث وأسئلته وأهداف الدراسة ومنهجها
والدراسات السابقة وخطة البحث.
وقسمته
إلى اثني عشر مطلباً:
المطلب الأول: معنى قاعدة (الأعمال بالنيات).
المطلب الثاني:
أدلة اعتبار القاعدة.
المطلب الثالث: أهمية القاعدة.
المطلب الرابع: فضل النية.
المطلب الخامس: أقسام المقاصد والنيات.
المطلب السادس: المقدر المحذوف في حديث
“إنما الأعمال بالنيات”.
المطلب السابع: ما شرعت النية لأجله.
المطلب
الثامن: محل النية.
المطلب التاسع: التلفظ
بالنية.
المطلب العاشر: النية بين الركنية والشرطية.
المطلب الحادي عشر: وقت
النية.
المطلب الثاني عشر: شروط القاعدة.
ثم ختمت بأبرز نتائج البحث وتوصياته.
أهم نتائج البحث:
توصل الباحث إلى عدد من
النتائج أهمها:
1.
التعريف الجامع
المانع للنية الشرعية هي: الإرادة الجازمة لفعل قربة لله تعالى.
2.
تواتر النقل عن
الأئمة في تعظيم قدر حديث النية، واتفق جمع من الأئمة على أنه ثلث العلم، ومنهم من
قال: ربعه، والأظهر – في نظري – أنه نصف العلم.
3. النية
الحقيقية مشروطة في أول العبادات دون استمرارها، والنية الحكمية كافية في
استمرارها، وكذلك إخلاص العبادة شرط في أولها، والحكمي كاف في دوامها.
4.
من الفقهاء كالحنفية من قدَّر المقتضى في حديث النية بالثواب، ومنهم كالشافعية
بالصحة.
5.
مقصود النية
تمييز العبادات من العادات، وتمييز رتب العبادات بعضها من بعض.
6.
محل النية القلب
عند معظم علماء الأمة وهو ما ذهب إليه الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية وبعض
الفلاسفة، وذهب بعض علماء الشريعة كبعض علماء المالكية وأكثر الفلاسفة – وعلماء
الطبيعة اليوم – إلى أنها في الدماغ؛ والذي أميل إليه أن محلها الروح.
7.
لا يكفي التلفظ باللسان
دون نية القلب لا يشترط مع القلب التلفظ بالنية.
8.
اتفقت المذاهب
الأربعة أن التلفظ بالنية في العبادات ليس بدعة محرمة، ثم اختلفوا في حكم التلفظ بها
إلى آراء: مندوب يؤجر عليه فاعله، وهو المعتمد في المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي
ليوافق اللسان القلب. خلاف الأولى فقط فلا يكره، وهو المعتمد عند السادة المالكية،
لكنهم استثنوا الموسوس فإنه يستحب له التلفظ بها. يكره
التلفظ بالنية عند بعض الحنفية.
9.
ذهب الجمهور إلى
أن النية شرط، والمعتمد عند الشافعية أنها ركن، وقيل: فرض، وهو ما ذهب إليه كثير
من الشافعية والمالكية، والأرجح انها شرط.
10.
الأصل أن وقت
النية أول العبادات ولو حكماً.
11.
للقاعدة شروط: شروط الناوي: الإسلام، والتمييز، والعلم
بالمنوي. وشروط المنوي (الأمور): أن يكون معلوما للناوي، ومقدورا على فعله، وأن
الفعل ممكنا شرعا، وشروط النية (القصد): التنجيز وعدم التعليق، وعدم الإتيان بمناف
للنية، وأن تقترن بالعبادة أو تسبقها مباشرة، والجزم وعدم التردد، وبقاء النية
وعدم قطعها، وإخلاص النية لله تعالى، وتحديد النية وعدم منافاتها المنوي.
توصيات الباحث:
يوصي الباحث بمزيد بحث لأصول
النية كأصل التشريك في النية، وقلب النية، وما يحتاج للنية من الأعمال، وغيرها من
الأصول في أبحاث محكمة.
تحميل البحث:
لتحميل كامل البحث يرجى الضغط على كلمة هنا
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.