أحكام الفتاة البكر دراسة فقهية مقارنة، باشراف الدكتور ايمن البدارين
أحكام الفتاة البكر
دراسة فقهية مقارنة
للطالب شاكر احميد الجعبري
باشراف فضيلة الدكتور أيمن عبد الحميد البدارين
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين الذي خلق الناس من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، حيث قال عز من قائل: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً” النساء:1، وبعد، فقد قسّم الله النساء إلى صنفين من حيث الدخول بهن، إما ثيبات وإما أبكاراً، كما في قوله تعالى: ” عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا” الطلاق: 5، ثمّ الصلاة والسلام على خير الورى وإمام التقى، حبيب القلوب ، وقرة العيون، أبي القاسم محمد بن عبد الله القائل -لجابر عند زواجه من امرأة ثيب-: (فهلّا بكراً تلاعبها وتلاعبك)[1]، وكان حثّ النبي r الشباب بالتزوج من الأبكار، وتظهر الحكمة من حثه على الزواج بالأبكار في الحديث النبوي: (عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير)[2].
فلمّا كانت الأبكار مدعاة للنكاحِ حَثًّ النبي –صلى الله عليه وسلم- على تزوجهنّ، ولما كان الأصل في النساء البكارة، وكثير من الناس يجهل أحكام الفتاة البكر، جاءت هذه الدراسة، محاولة ملء فجوة في هذا الجانب؛ لنشر هذه الأحكام بين الناس، و توعيتهم؛ ليكون لهذا المجهود بصمة وأثراً طيباً في المجتمع.
الشكر
انطلاقاً من الوحي الرباني؛ لقوله تعالى﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ إبراهيم:7، والهدي النبوي؛ لقول النبي (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)[3]، فالحمد لله الذي يسر إلى إتمام رسالتي هذه والتي حملت عنوان ” أحكام الفتاة البكر –دارسة فقهية مقارنة-” ، استكمالاً لمتطلبات التخرج من برنامج ماجستير القضاء الشرعي، والصلاة والسلام على خير الورى، وإمام التقى، حبيب القلوب، وقرة العيون، أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
اتقدم بالشكر الى المشرف على رسالتي فضيلة الدكتور أيمن عبد الحميد البدارين؛ لتوجهياته الطيبة، ووضع بصمته في جوانب الرسالة؛ لتكون في أبهى حلّةٍ لها.
وسيراً على هذا المنهج النبوي في إعطاء كل ذي حق حقه، فإني لأتقدم بالشكر الجزيل، إلى حاضنة كلية الشريعة، وقسم القضاء الشرعي: -جامعتي- جامعة الخليل، والشكر موصول إلى كل الذين ساندوني في إتمام هذه الرسالة أذكرهم بالاسم بحسب تقديري لجهودهم وإسهاماتهم في إنجاز هذه الرسالة:
- الشكر المستحق إلى المهندسة مرام “محمد ماهر” الجعبري في دولة قطر؛ لما قدمته من مراجع أفادت في بناء هذا الجهد وكانت البصمة الكبرى في إنجازه.
- وأتقدم بالشكر إلى شقيقي حسام احميد الجعبري لطرحه فكرة هذه الرسالة عليّ.
- والشكر موصول إلى الدكتور عبدالله العسيلي على إسهاماته في عنوان الرسالة وتوجيهاته في وضع خطتها.
- الأخت أم يوسف الجعبري؛ لإسهامها في توفير معلومات لهذه الرسالة عبر المصادر في دولة الأردن، والتي طلبت أن لا يذكر اسمها في الشكر إلا أن الواجب أن يحتّم شكرها فذكرتها بكنيتها.
ولا أنسى أن أتقدم بالشكر إلى كل من بذل جهداً أو مسح عرقاً في المساهمة بشكل أو بآخر في إنجاز هذه الرسالة[4].
ملخص الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى البحث في أحكام الفتاة البكر دراسة مقارنة بين الفقه والقانون، وجاءت تحت عنون ” احكام الفتاة البكر -دراسة فقهية مقارنة-” تناول الباحث من خلالها أحكام الفتاة البكر في جانب العرض والنكاح وبعضا من الآثار المترتبة عليه، عرض الباحث من خلال المبحث التمهيدي تعريف بالفتاة البكر، ومن ثم تناولت في الفصل الأول مسائلاً تتعلق بجانب العرض من حيث زنا الفتاة البكر وما يتعلق بذلك من أحكام، وأحكام اغتصاب البكر، وتطرقت إلى حكم إسقاط الجنين من قبل المغتصبة والزانية، ثم تناول البحث رتق غشاء البكارة وأقوال العلماء في هذه المسألة، ومن ثم ثمت بطرح أحكام الختان للفتاة البكر، وبعدها عرضت في الفصل الثاني الأحكام االمتعلقة بنكاح الفتاة البكر، فعرضت أحكام الولاية في النكاح، وبعدها عرضت أحكام الخطبة ومتعلقاتها، ثم تطرقت لأحكام الفتاة البكر المعقود عليها، وجاء الفصل الثالث في ثلاث مسائل من الآثار المترتبة على النكاح، وهي رضاع الفتاة البكر من جانبين الجانب الأول حقها في الرضاعة من والدتها وإرضاعها غيرها لو ثاب منها لبن، وأحكام الحضانة المتعلقة بالفتاة البكر، وعرضت الأحكام المالية المتعلقة بالفتاة البكر، وبعدها ختمت الرسالة بأهم النتائج والتوصيات.
Abstract
|
This thesis is entitled “The Rulings of the Virgin Girl – A Comparative Jurisprudent Study”. It dealt with the rulings of the virgin girl concerning honor and marriage and some of the consequences of marriage. Through the introductory section, the researcher defined what is meant by the virgin girl. In Chapter One, the researcher dealt with issues related to honor such as adultery of the virgin girl and the pertinent rulings as well as the rulings of raping the virgin girl. Then, the researcher dealt with the rulings of aborting the embryo by the raped and adulterous girl. In addition, the researcher dealt with views of the Muslim scholars regarding mending the hymen. Then, the researcher presented the rulings of circumcision of the virgin girl. Chapter Two, the researcher dealt with the issues related to the marriage of the virgin girl, so he presented the rulings of guardianship and authority in marriage. Then, he presented the rulings of engagement and its incumbents. Moreover, the researcher dealt with the rulings of the engaged virgin girl. The third chapter consisted of three issues of the consequences of marriage and they are nursing the virgin girl from two aspects. The first aspect is her right to nursing from her mother and by others if there is no milk. The second issue is related to the rulings of the caring f the virgin girl. Finally, the third issue was related to the financial rulings related to the virgin girl. The thesis concluded by presenting the most important results and recommendations.
أهداف البحث
- التعريف بالفتاة البكر وإبراز أهم الفروق بينها وبين الثيب.
- عرض آراء الفقهاء في المذاهب الفقهية المعتمدة في أحكام الفتاة البكر، ومناقشة الأدلة والترجيح.
- بيان أحكام البكر المشتركة مع الثيب وتركيز البحث على إفراد أحكام الفتاة البكر التي لا ينازعها فيها أحد.
- التعرف على رأي الأطباء فيما له علاقة بأحكام الفتاة البكر.
- التطرق لكتابة شافية في مسائل العِرضْ وخصوصاً رتق غشاء البكارة للفتاة البكر.
- المساعدة على نشر الوعي العام بين أفراد المجتمع في كيفية التعامل الشرعي مع الفتاة البكر.
- إخراج كتاب علمي له فائدة عملية يتداول بين الناس.
أهمية البحث
- الحاجة إلى إخراج بحث مستقل يعمل على جمع شتات الموضوعات المتعلقة بالفتاة البكر في مؤلف واحد؛ ليكون مرجعاً في هذه المسألة.
- الموضوعات الفقهية الهامة التي يحويها البحث في أحكام الفتاة البكر.
- بيان آراء الفقهاء القدامى ومناقشتها في المسائل المتعلقة بالفتاة البكر.
- جهل كثير من الناس فيما يتعلق بأحكام الفتاة البكر-حقوقها وواجباتها- وخصوصاً المستجدة منها والمتغيرة بتغير العرف والزمن، مثلما يترتب على سكوتها أو نطقها في الأمور المتعلقة بالخِطبة، أو مدى تأثير فَقْدِ غشاء البكارة على عفة الفتاة البكر، ومدى الظلم والحيف الذي تقع فيه البكر التي تم اغتصابها، وجهل الأحكام المتعلقة بهذه الأمور؛ لتوضيح الحقوق والواجبات، ووضع الأمور في نصابها؛ ليطلع عليها طلبة العلم وأهل الحاجة للمعرفة في هذه الأحكام، مجموعة مرتبة في هذا الجهد البسيط.
- الحاجة إلى بيان آراء العلماء في الأمور المستجدّة المتعلِّقة بالفتاة البكر، ومن هذه الأمور:
- اشتراط سِنٍّ معيَّنةٍ لأهليّة النِّكاح.
- الدُّخول بالفتاة البكر قبل ليلة الزفاف.
- تطرق البحث إلى أمر غاية في الأهمية، وهو مسألة رتق غشاء البكارة والأحكام المترتبة عليه، وأهمية وجود غشاء البكارة في الفتاة البكر- والذي تعتبره المجتمعات العربية خصوصاً، والمجتمعات الإسلامية بشكل عام- إشارة إلى عفة الفتاة التي لم يسبق لها الزواج.
- التطرق إلى مسألة حكم إرضاع الفتاة البكر للأطفال وما يترتب عليه حال كون الفتاة البكر ممن تدر الحليب قبل الزواج؛ بسبب خلل هرموني في جسمها.
- احتواء البحث على الأحكام المختصة بالفتاة البكر في حدود دراسة الموضوع بغض النظر عن اشتراك غير البكر في بعض هذه الأحكام، والعمل على تركيز البحث في الجوانب التي تختص بها الفتاة البكر.
أسباب اختيار الموضوع:
هناك أسباب عديدة دفعت الباحث إلى الكتابة في هذا الموضوع، أهمها :
- استكمال متطلبات تخصص ماجستير القضاء الشرعي في جامعة الخليل.
- إنتاج مؤلف علمي يشتمل على مسائل لها صلة بواقع الناس، ولا يبقى مركوناً على رفوف المكتبات؛ من خلال تناول الباحث لموضوعات هامة تحمل هموم الناس، وأموراً من حياة الناس اليومية، والدورية.
- تناول الموضوع لأحكام شريحة واسعة من شرائح المجتمع المسلم؛ لأنه لا يكاد بيت من بيوت المسلمين يخلو من فتاة بكر -ابنة كانت أم أختاً-.
- إيجاد مؤلف يسهّل على الناس معرفة أحكام أكبر شريحة في المجتمع – الفتيات الأبكار- من خلال لمّ شمل شتات الموضوع في مؤلف واحد.
- أحكام الفتاة البكر تحتاج إلى مزيد من البحث والتوضيح وإعادة النَّظر، لا سيما تلك الأحكام التي بنيت على اجتهادات العلماء، والتي تتغير بتغير الأحوال والأعراف، مثل: سكوت الفتاة البكر، وتقسيم المهر إلى معجل ومؤجل، واشتراط سن معينة للزواج.
الدراسات السّابقة:
بعد البحث في الشبكة العنكبوتية، ومواقع الجامعات، والسؤال، والاستفسار، ومراجعة فهارس المكتبات، فإن الباحث لم يقف على بحث مستقلٍ يحوي هذا الموضوع، رغم أن الكتب الفقهية بشكل عام تطرقت لأحكام الفتاة البكر متفرقة هنا وهناك بين ثنايا أبواب الفقه، إلا أنهم لم يجلعوا لها باباً مستقلاً يسهل الرجوع إليه، وهذا ما يسعى إليه الباحث -إنْ شاء الله تعالى-، مع العلم أن بعضاً من الموضوعات التي تحويها هذه الرسالة قد تناولته بعض الأبحاث مفرقة دون استقلالية للفتاة البكر، وإليك بعضاً من الدراسات السابقة التي وقف عليها الباحث:
- كتاب ” أحكام الصغار” تأليف محمد بن محمود الاستروشني، تحدَّث المؤلف في هذا الكتاب عن أحكام الصغار بشكل عام ومن ضمنهم الفتاة البكر، ففي بداية الكتاب تحدث عن الأحكام المتعلقة بالعبادات من طهارة وصوم وحج، ثم تطرق إلى مسائل النكاح في صفحتين وذكر المهر والكفاءة والأولياء فيما يقارب عشرين صفحة، ثم بعدها تطرق لمسألة الطلاق في صفحتين، وبعدها ذكر المسائل المتعلقة بالمعاملات، وفي القسم الأخير تطرق إلى جنايات الصغار.
هذا الكتاب تم تأليفه على المذهب الحنفي ولم يكن يدرس الأحكام في المذاهب الفقهية الأخرى، وهذا ليس قصوراً من الكتاب وإنما إلتزاماً بمذهبه؛ لأن مذهبه حنفي، كما أن الكتاب تحدث عن أحكام الصغار بشكل عام دون التفريق بين الذكر والأنثى أو البكر والثيب.
أما ما سيقوم به الباحث في هذا البحث فهو إظهار أحكام الفتاة البكر، وعرضها بأسلوب فقهي مقارن بين المذاهب الفقهية بالإضافة إلى المقارنة مع القانون في كل مسألة يتم التطرق إليها في هذا البحث.
- أحكام الخطبة في الفقة الإسلامي، تأليف نايف الرجوب، رسالة علمية قدمت لنيل درجة الماجستير في القضاء الشرعي في جامعة الخليل، تناول الباحث في هذه الرسالة الزواج في الإسلام من حيث مشروعيته وأهميته وما تعلق بالحثّ عليه، ومن ثمّ عرّف الخطبة ومشروعيتها وذكر معايير الاختيار في الزواج، وفي الفصل الذي تلاه تحدث عن مسألة التعرف على الخاطب والنظر إلى المخطوبة، وذكر من يجوز خطبتها من النساء في فصل مستقل، وذكر إجراءات الخطبة وما يترتب عليها في فصل مستقل، وفي ختام رسالته تطرق إلى مسألة العدول عن الخطبة.
لكن الباحث لم يذكر في رسالته ما يقوم به رضا المخطوبة، ولم يذكر ما يقوم به عدم رضا المخطوبة وأقوال الفقهاء في ذلك، وأيضا لم يتطرق الباحث إلى مسألة سكوت المخطوبة أو نطقها عند عرض الزواج عليها، وما تعلق بذلك من أحكام مما سأقوم بالتطرق إليه في هذا البحث.
- بحث منشور على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان “عملية الرتق العذري في ميزان المقاصد الشرعية”، تأليف الدكتور محمد نعيم ياسين، تناول الدكتور في بحثه هذا مسألة رتق البكارة في ثلاثة مباحث، المبحث الأول أظهر فيه المصالح والمفاسد التي يعتبر الرتق مظنة لها، وأما في المبحث الثاني فقد تطرق فيه إلى تفاوت المصالح والمفاسد بالنظر إلى أسباب تمزق البكارة، وفي المبحث الأخير قام ببيان موقف الطبيب في الحالات التي تعرض عليه.
البحث بجلّه كان يتحدث عن مسألة إصلاح غشاء البكارة من قبل الطبيب ومدى مسؤوليته فيها من الناحية الشرعية، ولم يكن يتحدث عن الفتاة نفسها خصوصاً وإنما جاءت تبعاً للمسألة التي يتم دراستها، والدراسة لم تكن خاصة بالمسائل المتعلقة بالفتاة البكر، بل تحدث فيها عن أحكام النساء عامة، وكان مبنى البحث على المقاصد الشرعية، ولم يتطرق فيها إلى المسائل الطبية المتعلقة بالفتاة البكر، ولا إلى الحالات التي يجب فيها القيام بجراحة “فتق” الغشاء والأمور الداعية إلى هذه الجراحة، ولم يعتمد الدكتور على كتب أو أبحاث طبيّة في بناء أحكامه، مما سأقوم به في هذا البحث -إن شاء الله تعالى-.
4- وكما ذكرت في السابق، فإن بعضاً من موضوعات الرسالة موجودة بشكل متفرق في الكتب كما هو حال الولاية في النكاح، فكل من كتب في موضوع الأنكحة وشرح قوانين الأحوال الشخصية، لا بد وأن يكون قد تطرق لأحكام الولاية دونما فصل بين الفتاة البكر والثيب في ذلك، ومثال هذا كتاب “شرح قانون الأحوال الشخصية”، تأليف: الدكتور محمود علي السرطاوي، حيث ذكر الولاية وما تعلق بها في سبع صفحات، ولم يتحدث عن الولاية للفتاة البكر إلا في نصف صفحة، ولم يذكر الأمور المتعلقة بأحكام الزواج في مسألة البكر من حيث: الولاية على النفس في النكاح، و حكم ثبوت الولاية في تزويج الصغيرة، وحكم ثبوت نيابة ولي الوصي في إنكاح الفتاة البكر مما سأتطرق له.
وقبل أن أختم القول في مسألة الدراسات السابقة فإنه ليحضرني القول الذي ذكره حاجي خليفة في أقسام التأليف حيث قال: التأليف على: سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها، وهي:
إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه، أو: شيء ناقص يتممه، أو: شيء مغلق يشرحه، أو : شيء طويل يختصره، دون أن يخل بشيء من معانيه، أو: شيء متفرق يجمعه، أو: شيء مختلط يرتبه، أو: شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه[5].
وسوف يكون بحثي هذا -إن شاء الله- قائماً على جمع المفرق في هذه المسألة، وإتمام الناقص فيه كما في بعض الأمور المستجدة في أحكام الفتاة البكر، وترتيب المختلط، مع إسقاط الحشو والتطويل؛ ليظهر بأبهى صورة له؛ للاستفادة من هذا المؤلف بكل يسر وسهولة من قبل عوام الناس قبل طلبة العلم.
حدود الدراسة:
سأبحث في رسالتي هذه -بعون الله- أحكام الفتاة البكر في مسائل العِرضْ من حيث زنا البكر واغتصابها، ورتق غشاء البكارة، وختان البكر. وكما سأبحث الأحكام المتعلقة بنكاح الفتاة البكر من حيث الولاية والوصاية، وأحكام خطبة البكر، وأحكام البكر المعقود عليها، وذكر العيوب التي يفسخ بها عقد نكاحها . بالإضافة إلى أحكام آثار النكاح في رضاع البكر وإرضاعها، والحقوق المالية للبكر، وحضانتها، مقارناً كل ذلك بقانون الأحوال الشخصية الأردني لسنة 1976م، وقانون الأحوال الشخصية الأردني المعدّل لسنة 2010م، ومشروع قانون الأحوال الشخصية الفلسطيني.
منهج البحث:
اتبعت في البحث – بعون الله- المنهج الوصفي، محاولاً الاستفادة من المنهجين الاستقرائي والاستنباطي، وذلك وفق الخطوات التالية:
بحث الأحكام المتعلقة بالفتاة البكر الواردة في حدود الدراسة سواءً أكانت مشتركة أم مختصةً بالبكر مع تركيز البحث على الجوانب المختصة بالبكر.
الرجوع إلى المصادر المعتمدة لكل مذهب من المذاهب الفقهية؛ لأخذ أقوال العلماء في في موضوعات الدراسة.
ذكر أدلة كل مذهب، وبيان وجه الدلالة، مع المناقشة والترجيح تبعاً لقوة الدليل في المسائل الفقهية المختلف فيها.
ذكر موقف قانون الأحوال الشخصية الأردني المطبق الآن في فلسطين في مسائل البحث إن وجدت ومقارنته بمشروع قرار قانون الأحوال الشخصية الفلسطيني والقانون المعدل 2010 المطبق الآن في الأردن.
الرجوع إلى المصادر الأصيلة في توثيق المعلومات.
توثيق الآيات القرآنية الواردة في البحث.
توثيق الأحاديث، فإن كانت من الصحيحين اكفتيت بهما او بأحدهما، أما إن كانت الأحاديث من غيرهما فسأقوم بتخريجها مع الحكم عليها، وكذا سأخرّج الآثار، وأحكم عليها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
الترجمة للأعلام، الذين لا يُعْرَفون بمجرد الذكر، متبعاً في ذلك قاعدة “المعروف لا يُعَرَّف”، ولن أقوم بالتعريف للعلماء المعاصرين.
بيان معنى الألفاظ اللغوية الغريبة والفقهية من مصادرها.
عند ذكر الكتاب في المرة الأولى سأذكر جميع بياناته وحال تكرره بعدها سأقتصر على ذكر اسم المؤلف واسم الكتاب ورقم الصفحة.
الرجوع إلى المراجع والمصادر الطبية في المسائل التي يحتاج فيها إلى رأي أهل الطب.
التطرق لمواد قانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960م المعمول به في فلسطين، فيما يخص بعض الموضوعات في هذه الدراسة، وقانون الصحة.
التعريف بما أقف عليه من مصطلحات طبية بين الثنايا الكتب المتوافرة بين يدي، وما لم أجد له مصدراً للتعريف به، فلن أعرّف به.
خطة البحث
اجتهدت في إخراج هذا البحث أن يكون مقسماً إلى مقدمة، ومبحث تمهيدي، وثلاثة فصول، وخاتمة، على النَّحو التَّالي:
حوت المقدمة على الإهداء والشكر، وملخص الدراسة، وأهداف البحث، وأهمية البحث، وأسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، وحدود الدراسة، ومنهج البحث.
وأما المبحث التمّهيدي: فقد اشتمل على ثلاثة مطالب
المطلب الأول: تعريف البكر، لغةً واصطلاحاً.
المطلب الثاني: تعريف الثيب، لغةً واصطلاحاً.
المطلب الثالث: دور مقاصد الشريعة الإسلامية في أحكام البكر.
وأما الفصل الأول: أحكام الفتاة البكر في الأمور المتعلقة بجانب العِرضْ:
فقد اشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: زنا الفتاة البكر.
المبحث الثاني: اغتصاب الفتاة البكر.
المبحث الثالث: رتق غشاء البكارة للفتاة البكر.
المبحث الرابع: ختان البكر(الخفاض).
وأما الفصل الثاني: الأحكام المتعلقة بنكاح الفتاة البكر:
اشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: الولاية والوصاية في نكاح الفتاة البكر.
المبحث الثاني: عضل الفتاة البكر.
المبحث الثالث: الأحكام المتعلقة بخطبة الفتاة البكر.
المبحث الرابع: أحكام البكر المعقود عليها.
المبحث الخامس: العيوب التي يفسخ بها عقد نكاح الفتاة البكر.
وأما الفصل الثالث وهو أحكام الفتاة البكر في الآثار المترتبة على النكاح:
اشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: رضاع الفتاة البكر.
المبحث الثاني: حضانة الفتاة البكر.
المبحث الثالث: الحقوق المالية للفتاة البكر.
وجاءت الخاتمة متضمنة أهم النتائج والتوصيات.
1 البخاري، محمد بن إسماعيل، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور بـ”صحيح البخاري”، ط: الأولى، 1422هـ، دار طوق النجاة، حققه: محمد زهير الناصر، كتاب النكاح، باب: بَاب تَسْتَحِدُّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطُ الشَّعِثَةُ، حديث رقم: 4247.
[2] ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة بتعليق الشيخ الالباني، ط: بدون، دار إحياء الكتب العربية،مصر، حققه: محمد فؤاد عبد الباقي بحكم الألباني، كتاب النكاح، باب تزوج الأبكار، حديث رقم: 1520، قال الألباني: حديث حسن.
[3] الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي بتعليق الألباني، ط: الثانية، 1395هـ.1975م، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، حديث رقم: 1954. قال الألباني: حديث حسن.
[4] 1- لدكتور عبد الناصر درويش الجعبري من دولة سوريا والدكتور محمد وائل الجعبري في دولة السعودية، لمساهمتهما وإسنادي بالمراجع الطبية.
2- المهندس ياسر الجعبري في دولة مصر العربية؛ بإمداده ببعض الكتب من دولة مصر.
3- الأستاذ اسحق الجعبري؛ لمساهمته في إحضار كتب تخص الرسالة من دولة مصر.
4- الأستاذ صالح الشعراوي، والدكتور عطية صدقي الأطرش، للمساعدة في التدقيق النحوي لبعض أجزاء الرسالة.
5- صديقي وأخي عمر شمس الدين الجعبري؛ لمساهمته في التدقيق النحوي، والإملائي في الرسالة.
6- ولا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى من وقف وعمل على إخراج المكتبة الشاملة بصورتها النيرة البهية، التي سهّلت أمر الوصول إلى الكتب الشرعية.
[5] حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ط: بدون، 1941م، مكتبة المثنى، بغداد، العراق، 1/38.
لتحميل كامل الرسالة يرجى الضغط على هذا الرابط:
(أحكام الفتاة البكر دراسة فقهية مقارنة) للطالب شاكر احميد الجعبري.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.